ما هي حقيقة الخوف المرضي (الفوبيا) وما هي الآثارالمترتبة عليه؟
يختلف الخوف المرضي عن الخوف العادي، لأن الخوف المرضي ليس له أسباب منطقية بل مجرد تصورات ولكن قد يقوم على تجارب مؤلمة في الماضي .وقد يظهر الخوف المرضي ونوبات الفزع على هيئة أعراض جسمانية مثل زيادة ضربات القلب والعرق وتوتر الصوت ولابد من تلقى العلاج النفسي له .
وتترتب على الخوف المرضي (الفوبيا) مجموعة من المشاكل النفسية تتمثل في الضغوط النفسية الكثيرة التي تؤثر على طاقات المرضي في العمل والاتصال بالآخرين وإقامة علاقات طبيعية .
ويحاول مرضى الفوبيا تجنب الأشياء التي تثير خوفهم، مما يزيد المشكلة، إلا أن العلاج النفسي يساعدهم في التغلب على المخاوف بتغيير الاستجابة لمثير الخوف بالتدريب
هل يمكن علاج تلك الحالات المرضية المعروفة بالـ (فوبيا)؟
من الممكن أن يتم علاج تلك الحالات بالعلاج النفسي، حيث يمكن أن يساعد المريض في ذلك، عن طريق تدريب نفسه على الاستجابة لهذه المخاوف بشكل مختلف .
وقد توصل الأطباء النفسيون والمعالجون حديثاً إلى وضع برامج لمكافحة المخاوف بشكل عملي، يساعد المريض على كسر دائرة المخاوف، واتباع طرق معينة لتجنب الخوف المرضى .
ومن الممكن أن يلجأ الأطباء أيضاً، بالإضافة إلى العلاج النفسي، إلى وصف العقاقير المضادة للاكتئاب لتساعد في تنظيم الفوضى الناتجة عن المخاوف في مخ المريض المصاب بالفوبيا
ويرى الباحث الألماني (أندرياس شتروليه) كبير الأطباء في مستشفى شاريت في برلين أنه كلما تم تشخيص الخوف المرضي مبكراً، زادت فرص التغلب على المرض، إلا أن الأمر محزن لأن 42% من المرضى من الرجال يظلون تحت سيطرة المخاوف المرضية أكثر من النساء؛ لأنهم لا يعترفون بأنهم مرضى ولا يعرفون تماماً ماذا ينتابهم .
كما أن معظم المرضى عندما يتوجهون للعلاج يذهبون إلى الأطباء العاديين لشكاوى جسمانية، وعندما يقوم الطبيب بالكشف على المريض سواء حالة القلب أو الدورة الدموية أو الغدة الدرقية ولا يجد شيئاً، يعلن أن المريض سليم ولكنه يعاني من الاكتئاب ولا يستطيع أن يقدم تشخيصاً سليماً .
وقد أثبتت الدراسات الحديثة أنه يتم تشخيص حالة واحدة تشخيصاً سليماً من بين كل ثلاث حالات، على أنها مخاوف مرضية، في حين يضل الباقون الطريق ويخضعون لعلاج خاطئ من الاكتئاب وغيره، حتى يصيروا ضحايا لإدمان الكحول أو المهدئات .
وتظل المخاوف كما هي سواء من الأماكن العالية أو الحيوانات وهي أمراض تحتاج إلى جلسات للعلاج النفسي أكثر من تناول العقاقير