بعض أسباب العزله من وجهة نظري

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه

أنا لست طبيباً نفسياً ولا مستشاراً إجتماعياً ، لكني من واقع خِبره أو تجربه عشتها أحاول هنا أكتب أسباب الوحده والإنعزال في المجتمعات ، أقصد بالمجتمعات هي الأماكن التي نمضي فيها أوقات من متوسطه إلى طويله ويكون حضورنا إليها بشكل دائم ، كالمؤسسات التعليميه وأماكن العمل (الوظيفه) والإجتماعات العائليه أو تجمعات الأصدقاء ، هؤلاء الفئه كما نرى هم في ازدياد ويكون السبب بلا شك من الشخص المنعزل ليس بالضروري أن يكون هو المخطأ بل قد يكون إنساناً رائعاً يتميز بأمور لايملكها الكثير ، سأتطرق لهذه الأسباب بإيجاز ، إليكم :

1- نحن كما نعلم جميعنا في المجتمعات العربيه يحدث عندنا تغيرات سريعه وجديده تطرأ على مجتمعاتنا ، من تغريب وتقليد للغرب وديموقراطيه كما يدعون وحريه لايقيدها دين فالمجتمع العربي نحى هذا المنحى كثيراً ولازال يتجه لهذا الطريق ففي كل فتره يستجد عندنا أمور تتصادم مع ديننا وعاداتنا العربيه والإسلاميه ، بغظ النظر عن كونها حراماً أو حلالاً ، هنالك من يتقبل هذه التغييرات ويتغير مع الناس وينخرط معهم ومثلما يُقال مع الخيل يا شقرا (وش ناقصني عن غيري ) ، وهنالك أناس لايتقبلون التغيير لكونه محرم مثلاً أو يخالف عادات أو تقاليد معينه فتضعف علاقته مع من كانوا أصدقائه أو زملائه لأنه حدث بينه وبينهم فجوه كبيره فأصبحوا يمارسون ألفاظ وأفعال لاتتناسب مع شخصية هذا الفرد فيتجه للإنعزال وتجنب هؤلاء الناس الذين تغيروا عليه وأصبحوا على غير ما عهدهم عليه ، وربما حاول الإنخراط معهم ومسايرتهم ولكن لايزال في داخله مبادئ تنفره من فعل الأشياء التي يفعلونها أصدقائه مثلاً ، فيظهر هذا عليه فيبدأون هم أيضاً بالنفور منه وقد يجاملونه فتره ثم يظهرون له أنه لم يعد يلزمهم أو ليست لديه مكانه بينهم لأنه ليس مثلهم في التفكير وقد ينغص عليهم في كثير من الأشياء بمعارضته لما يمارسون فيحدث بينه وبينهم فجوه تؤدي في النهايه لإنقطاع العلاقه بينه وبينهم.

2- قد يكون السبب أن هذا الشخص الذي مال للعزله أو الوحده مَر بقصه عاطفيه ، تعرف على شخص رجلاً أو امرأه من الجنس الآخر ، فحدث بينهم الحُب المزيف أو الوهم وقد يكون في بعض الحالات النادره حباً حقيقياً ، فيصبح هذا الشخص يرى أن الدنيا كلها في هذا هذا الشخص الذي أحبه ويسترخص كل من حوله من الناس بحجة أن هذا المحبوب أو العشيق أصبح عنده الدنيا ومافيها ، فينعزل عن من حوله شيئاً فشيئا حتى يُصبح يميل إلى العزله إما ليتحادث مع عشيقه أو لأجل وصيه قالها له العشيق تؤدي للإنعزال عن من حوله كأن يقول (لاتفكر في غيري ، أو لاتماشي ناس يخربونك ، أو أنت لي لحالي) وكما قيل (المحب لمن يحب مطيع) أو كما ذكرنا آنفاً يُخيل له أن هذا المحبوب يكفيه عن الناس جميعهم ولم يعد بحاجه لغيره ، فيحدث الإنعزال والسرحان وقد يمله من حوله فينفرون منه زيادةً على ما يعتقده فيكون كأنه في دنيا يعيش فيها لوحده مع أوهام الحب وهو يعيش بين الكثير من الناس.

3- هذا السبب يرتبط تقريباً بالسبب السابق الثاني ، يعيش هذا الشخص قصة حب لفتره طويله نوعاً ما ، فتمتد لمده تصل إلى أكثر من سنه فيتعلق بهذا الشخص تعلق كبير ، وفجأه ينسحب هذا المحبوب من حياة هذا المسكين فيصاب بصدمه نفسيه وعاطفيه تعزله عن المجتمع عزله شبه كامله فيصبح حزيناً لايرغب في الحديث ولا يستهويه ما يستهوي غيره وتصبح عنده الأحاديث مع من حوله مجرد تفاهات لأنه في اعتقاده أنه فقد إنساناً لايمكنه العيش بدونه بسعاده ، ولذالك كثيراً مانحذر من العلاقات المحرمه أياً كانت .

4- قد يكون هذا الشخص يمتلك صفة الحياء ، ويكون خجول بشكل أكثر من الازم كما يقولون فيؤثر هذا الحياء على علاقاته مع الناس ، فيستحي مثلاً أن يرد على فلان ويطلب من فلان ويبدأ بالحديث مع فلان ، فيصبح في عزله خصوصاً إذا كانو من حوله لايهتمون بهذه النوعيه من الناس لايدخلون معهم لايشاركونهم الحديث ليشعرونهم بأنهم مهمين لديهم ، فالمعروف أن الناس الذي يستحي ليس له مكان تقريباً ومن الطبيعي إن لم تبدي آرائك وتحاور الناس وتكون مثلهم لن يأتي أحد ويدخلك في الحديث غصباً مثلاً أو يتحدث معك وأنت تخجل من الرد عليه ، فهذا سبب وقد يكون من الأسباب السهل حلها .

5- قد يكون هذا الشخص المنعزل لديه مشكله خُلقيه كأن يكون مثلاً ليس جميلاً ، وكثير من الناس ليسوا جميلين ، ولكن شخص إلى شخص يختلف ، فقد يكون هذا الشخص قد تعرض لإنتقاد مره أو مرتين أو أكثر فالبعض لايهمه هذا الأمر ويرد على من ينتقده ويجعل لنفسه مكانه بين الناس وثقه كبيره بنفسه والبعض يتحطم تحطماً شديداً فيشعر بالخجل من شكله مثلاً فيصبح يحب الإنعزال لكي لايتعرض لإنتقاد يجرح مشاعره ويحطمه وفي الحقيقه ليس هنالك إنساناً قبيحاً لأن الله خلقنا في أحسن تقويم لكنكم تعلمون بالفئه التي تنتقد كل شيء وتحب أن تحطم غيرها وتبحث عن عيوب الناس ، أو مثلاً يكون هذا الإنسان يعاني من مشكلة رائحة الفم أو رائحة الجسم الكريهه ، فيكره الناس الحديث معه والجلوس بجانبه فيكون منبوذاً ويتحطم هذا الشخص وينعزل وقد يؤثر على مصالحه كأن يترك الدراسه مثلاً ويصبح منعزلاً على نفسه.


6- أن يكون هذا الشخص المنعزل قد تربى على هذه التربيه ، قلة الكلام وعدم الدخول مع الناس الغريبه من حوله فيكون صعب جداً أنه يكون علاقه سريعه أو حتى قد يكون معه إنسان يراه يومياً لفترات طويله ولا يتم علاقه بينهم بحديث أو بمجرد أنه يجتمع به في مكان واحد فلايكون بينهم علاقه وإذا رآه كأنه يراه لأول مره ، وقد يكون هذا الشخص تربى في طفولته على تحذير الوالدين لهذا الطفل من الدخول مع الأطفال الآخرين حرصاً عليه وخوفاً عليه من أن يتعلم أشياء قبيحه مثلاً فيعزلونه عن الأطفال فلما يراه والده أو والدته يلعب مثلاً مع أقرانه ينهونه عن هذا وربما وبخوه ، فيتربى على هذا ويكبر عليه ويصبح منعزلاً طبيعةً وأصلاً في التربيه ، وهذه من الأسباب التي في نظري صعب حلها ولكن ليس مستحيلاً .


7- قد يكون هذا الشخص لديه توجه ديني فيكون شخصاً ملتزماً ويعيش في بيئه ليسوا ملتزمين ، فيكره ألفاظهم القبيحه ويكره أفعالهم المحرمه ، فالبعض بدلاً من أن ينصح باسلوب نفس اسلوب الشخص الذي يتعامل معه يكره الناس من حوله ويعتبرهم أناساً قد ضلوا ضلالاً مبينا وقد يكونون ضالين فعلاً ولايهتمون بالدين ولا بالحياء وهذا يكثر لدى مجتمع الفتيات ولكن ليس الحل في الإنعزال عنهم بل على العكس كن داعياً لهم إلى الله فقد يهتدي الكثير مهم باسلوبك الحسن ومحبة الخير لهم ، والبعض يفعل هذا ويدعوهم وينصحهم مرات ومرات ومرات لايتحطم ولاييأس وقد يحبونه الناس بمجرد أنه ينصحهم ويحب لهم الخير وإن لم يتقبلوا منه إلا أنه يصبح لديهم محبوباً ومحبباً إليهم مجالسته وراحةً لهم وجوده معهم ، لكن البعض كما ذكرنا قد يكون ملتزماً ولانزكي على الله أحد ولكنه ينظر إلى الناس بنظره سوداويه أنهم ابتعدوا عن الدين كثيراً بسبب ألفاظهم والإعالهم المخالفه للدين تماماً فينفر منهم ويصبح في عزلة عنهم.


هذا تقريباً ما لدي ، من أسباب العزله والوحده من وجهة نظري ومن واقع تجربيت وخوضي مع هذه الفئه ، أرجوكم يامن تقرأون كلامي اهتموا بهذه الفئه ، إذا رأيت شخصاً كهذه الحاله حاول التقرب منه إنزل لمستواه الثقافي او ارتقي له في مستواه الثقافي وحاول أن تدخل معه في حديث وتشاركه في أجزاء بسيطه من حياته ، حاول أن تربطه بمن حولك من أصدقائك عرفه عليهم وعرفهم عليه ، سامحه إن أخطأ أو حدث منه شيء لا يتناسب مع فكرك وفكر من حوله فربما يكون هذا الشخص المنعزل مثقفاً حافظاً ينفعك لاتستهين بهم فمعظم العظماء والعلماء كانوا في بداية حياتهم منعزلين كما يقال والله أعلم ، فأرجوكم إهتموا واشعروا بهم وادخلوهم في المجتمع لكي لاتتضاعف حالاتهم النفسيه وإنعزالهم عن الناس ، قد يتقبل البعض منهم حالته ويعتبر نفسه شخص طبيعي لكن إلا ما يأتي يوم ويشعر بأنه وحيد ، إخواني من تشعرون بهذه المشكله حاول التطوير من نفسك انظر للناس بنظره حسنه لاتنظر لعيوبهم ولكن انظر لحسناتهم وادخل مع من غيرك وكون علاقات ولو سطحيه شارك الناس حادثهم اجلس معهم ابدأهم بالأفكار والأحاديث لاتكن منعزلاً وكأنك لاتعيش مع من حولك

أتمنى أن أكون قدمت شيئاً مفيداً

إذا كان لديك إضافه أو أسباب أخرى لا تتردد في ذكرها فقد ينفع الله بكلماتك

وفي الحقيقه كنت أُفكر في إنشاء موقع إلكتروني لهذه الفئه ولكن لا أعلم هل سيتحقق هذا أو لا ، لأني أرى أن القضيه مهمه وهؤلاء الفئه ليسوا بالقليلين ويهمنا أمرهم

أترك لكم التعليقات والردود والإضافات